في الأزمان التي كانت فيها الموازين قائمة، كان يُفترض بالسعودية و
#مصر أن تكونا السدَّين اللذين يقف عندهما جنونُ
#محمد_بن_زايد، وأن تكونا القادرتين على كبح امتداد شرّه في الإقليم.
غير أنّ حال العرب اليوم-وهو حالٌ من التبعثر والانكسار- جعل مصر تابعةً له، أسيرةَ قراره ومشيئته، فيما
#السعودية التي تُسمي نفسها “العظمى” لا تجد من قوتها سوى أن تُطلق ذبابها وإعلامييها ليوجّهوا سهامًا خجولة… تلميحًا لا مواجهة، وظلالًا لا ضوء فيها.
وكنتُ قد قلتُ من قبل إن ابن زايد، الذي لولاه ما صعد
#محمد_بن_سلمان إلى العرش، قد أحكم نسج خيوطه حول رقبة ابن سلمان، حتى يأمَن غدره؛ فلا أحد يعلم ما هي الأوراق التي يحملها عليه، ولا ما هي الأسرار التي تجعل مصير وليّ عهد السعودية- بهَيبتِه الظاهرة- معلَّقًا في يد حاكم أبوظبي.
ولهذا يلوذ ابن سلمان بالصمت؛ لا لأنه يدافع عن حق أو يصدّ باطلاً، بل لأن سياسات ابن زايد تتعارض جوهرًا مع طموحاته الإقليمية وتطلعاته إلى بناء مركز ثقل خاص به.
والحقّ أن الضرر الذي أصاب السعودية من
#الإمارات هو الضرر الحقيقي، ولا يُقارن بما فعلته
#قطر، تلك التي حاصرها ابن سلمان وشنّ عليها حروبًا دبلوماسية وإعلامية.
لكن مكمن الضعف هنا أن نخبة السعودية وإعلامييها في غالبيتهم يتقاضون أجورهم من ابن زايد، وأن الولاء الذي يكنّونه له يفوق بكثير ولاءهم لوليّ عهدهم.
فكيف يواجه الحاكم من يملك مفاتيح ألسنة خاصّته وأبواقه؟
وهكذا تبدو “السعودية العظمى” في جوهرها دولةً هشّة؛ تدرك خطر النفوذ الإماراتي، لكنها عاجزة عن ردّه، أو عن مواجهة صريحة، حتى لو مست يد ابن زايد أمنها القومي في
#اليمن والبحر الأحمر و
#السودان.
وما تراه اليوم من تلميحات مبطنة، يطلقها الذباب السعودي ضد الإمارات، لن يتجاوز حدود الهمس الموارب، وسيخمد سريعًا كما خمدت معارك سابقة.
غير أنّ ما يجري في الخفاء سيبقى مشتعلًا؛
فالطعنة الإماراتية تأتي دائمًا من حيث لا يُرى،
وتجيء أعمق… وأقسى… وأكثر إيلامًا.