ورد في كتاب لعبه الأمم لمايلز كوبلالاند عن سبب توجه دمشق إلى
#السوفييت:
وفي الفترة التي أعلن فيها مبدأ ايزنهاور كانت السياسة
#السورية تلعب هي الأخرى على حبلين في آن واحد، ففى الوقت الذي كانت سوريا تمنح ناصراً تأييدها التام في مواقفه ضد الغرب، كانت نزعتها الاستقلالية عن خط القاهرة تتزايد فيما يختص بالعلاقات مع السوفييت، فقد باتت سوريا تعاكس مبدأ الطاعة الكاملة لناصر، والالتزام التام بجمعيته وخرج ناصر عن طوره وثارت ثائرته عندما أعلن السوفييت رسمياً، في منتصف عام ١٩٥٥. تأييدهم المطلق لسوريا في حال تعرضها إلى اعتداء تقوم به الأطراف الموقعة على حلف بغداد، وعندما أعلن مولوتوف، وزير الخارجية السوفييتية، في آذار مارس، ١٩٥٥ عن مساندة حكومته لمواقف سوريا، واستعدادها لتقديم المساعدة للسوريين فى أى شكل كان وقامت إذاعة القاهرة والصحف المصرية بشن حملة على السوفييت لا تقل قسوة وشراسة عن تلك الحملات التى كانت تشنها على الدول المشتركة بحلف بغداد نفسه. وهكذا فقد غدت العبة الأمم، فى الشرق الأوسط عام ١٩٥٥ مزيجاً غريباً من المثلثات:
#المصريون يزجون بالأمريكيين وبالروس فى منافسة حادة، يحاول كل طرف فيها كسب ود ناصر وضمان جانبه
#والأمريكيون يثيرون ناصراً ومن معه من العرب الناصريين والتقدميين، والمحافظون من العربة ومعهم معارضو ناصر ضد بعضهم البعض في آن واحد . كما كان الروس يحاولون إثارة السوريين ضد المصريين، ويحاول السوريون إثارة المصريين ضد السوفييت. ولم تكن تلك المناورات لتخدم الأطراف المشتركة فيها إلا قليلاً، إلا أن المصريين كان لهم هدف بعيد بل واستراتيجية في اتباعهم لمثل تلك الأساليب وفى إذكاء نارها . فقد كانت تشكل إحدى الوسائل الهامة التي تضمن لناصر الاستمرار فى تنفيذ مخططاته وتكفل له جنى الفوائد وكسب المنافع.