*هيبة المملكة في البيت الأبيض*
#محمد_بن_سلمان_في_واشنطن
بقلم : صالحه الحربي .
@salha0987
في لحظة تكتب نفسها في ذاكرة السياسة الدولية، يقف سموّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أروقة البيت الأبيض، لا كضيفٍ عابر، بل كصوتٍ مركزي في لغة العصر، ورمزٍ يُجسّد حضور المملكة في قلب القرار العالمي.
هذه الزيارة ليست اجتماعًا بروتوكوليًا ولا مجرد لقاء ثنائي، بل هي قراءة عميقة لمعادلات النفوذ، ورسالة واضحة عن مكانة المملكة ومتانة حضورها بين القوى الكبرى.
تتقدّم المملكة اليوم برؤية جديدة، رؤية صاغ تفاصيلها الأمير محمد بن سلمان بعقلٍ يوازن بين الحداثة والهوية، وبروحٍ تسابق الزمن نحو مستقبلٍ تصنعه لا تنتظره. وعندما يدخل سموّه البيت الأبيض، يدخل ومعه تاريخًا يحمله، وحاضرًا يصنعه، ومستقبلاً يرسم ملامحه بثقة القائد وإصرار الدولة التي تعلم أين تقف وإلى أين تتجه.
الحدث في عمقه هو لقاء بين إرادتين، بين دولتين تُدرك كل منهما وزن الأخرى، وتتقدمان نحو علاقة تتجاوز مفهوم المصالح العابرة إلى شراكة تُبنى على رؤية استراتيجية طويلة المدى. وفي كل خطوة من خطوات الزيارة يظهر الاتزان السياسي والدبلوماسي الذي أرسى قواعده سموّ ولي العهد؛ اتزان يوازن بين قوة الحضور، وذكاء الخطاب، ومرونة الحوار.
إن فخامة هذا الموقف لا تأتي فقط من رمزية المكان(البيت الأبيض) بل من رمزية القادم إليه، قائد شاب غيّر شكل السياسة السعودية، وأعاد صياغة دورها، وصنع لنفسه ولبلاده مساحة ثابتة في قلب العواصم الكبرى.
كل كلمة تُقال، وكل مصافحة، وكل صورة تُلتقط في هذه الزيارة، تُضيف بعدًا جديدًا لصوت المملكة في الملفات الإقليمية والدولية، وتؤكد أن الحضور السعودي لم يعد هامشًا أو رد فعل، بل هو فعلٌ مؤثر وقرارٌ حاضر.
وتُجسّد هذه الزيارة أرفع مستويات التواصل بين الدول؛ تواصل لا يقتصر على المصالح الأمنية أو الاقتصادية، بل يتجاوزها إلى شراكات معرفية، وتقنية، واستثمارية، وطاقة، ومستقبلٍ تُبنى فيه التحالفات على أسس قوية لا تهتز. وهي عودة لمرحلة من العلاقات ترتكز على الوضوح والندية، وتُدار بلغة المصالح الكبرى لا التفاصيل الصغيرة.
إن زيارة سموّه للبيت الأبيض تحمل معها عمقًا سياسيًا وأبعادًا دبلوماسية تتجاوز حدود اللحظة. إنها رواية عن دولة تُعيد رسم حضورها في العالم، وقائدٍ يكتب فصلًا جديدًا من القوة الناعمة والقوة المؤثرة، وعن مستقبل تُبنى مساراته بثقة دولة تعرف قيمتها وتدرك قيمتها في معادلة الاستقرار العالمي.
إنه حدثٌ فخم… بقدر فخامة القائد الذي صنع مكانه، وبقدر المكان الذي يشهد عليه.