لم أكن أعلم!
بعد أن فُضحت القضية، ببيان لحماس يتهم ما يسمى ((وقف الأمة)) باختلاس نصف مليار دولار، بدأ قفز المشاركين من المركب، فأحمد النفيس رفيق العجيري وأحمد السيد، قال بأنه قام بإعلان لهم بحسن ظن! لماذا لا يحسن الظن بدولته وما تنظمه من قنوات للدعم والتبرع؟ ثم إن كان يقدم إعلانًا لكل من أتاه وقال له هو دعم لفلسطين فما الضامن ألا يعلن عن تبرع لتنظيمات إرهابية تجوب المساجد وتقول له نحن شباب نريد الدعم لإخواننا في أي بلد كان! ثم يقول بعدها لم أكن أعلم؟ والسؤال هل حضر النفيس مؤتمر ((وقف الأمة)) وهو لا يعلم أيضًا؟ حين يتصدرون يزعمون العلم بأعقد قضايا الأمة ويخونون مخالفهم، وإن بدأت الفضائح لا يجدون حجة غير: لم أكن أعلم ومشكلتي طيبة القلب وحسن الظن!
﷽
لَولا إِذ سَمِعتُموهُ ظَنَّ المُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بِأَنفُسِهِم خَيرًا وَقالوا هذا إِفكٌ مُبينٌ
بالنسبة لبعض الحسابات التي نشرت مقطعًا وأنا أدعو لأحد الأوقاف وزعمت أني منهم؛ فالقصة باختصار قبل سنوات عديدة كنت بتركيا مع الوالدة حفظها الله ونازل من الفندق بلبس الطلعة وواضح من التصوير أنه تصوير هاتف ومركب وأني مختلف عن بقية الموجودين -حتى باللباس غير مهيأ-، وأتى إليَّ شباب من فلسطين ويظهر عليهم الصلاح بهيئتهم وأحسنت فيهم الظن وقالوا : نحن وقف يدعم الأيتام والقدس المحتلة وغزة، وطلبوا مني دعاء للوقف بالتوفيق والسداد.
وهذا ما فعلته بحسن نية -ولم أدع إلى أي تبرع، بل كل تاريخي في الدعوة للتبرع يكون عبر مؤسساتنا الرسمية وحدها- وأي مسلم إذا رأى مشروعًا يخدم الضعفاء والأيتام والمكلومين فمن الطبيعي أن يدعو بالخير ويحسن الظن !
وليس لي أي صلة ولا انتماء لوقف الأمة ولا للإخوان المسلمين ولا لأي جماعات وأحزاب أو تيارات وتنظيمات مخالفة، وأنا ولله الحمد مسلم على الكتاب والسنة -بمنهج سلف الأمة- وتخرجت من المدينة المنورة ومشايخي معروفون ليسوا أصحاب أحزاب وتنظيمات وجماعات ومظاهرات، أما بالنسبة لمن ثبت عليهم السرقة فليقدم الأدلة للسلطات الرسمية -ويجب معاقبة المجرمين ولابد من محاسبتهم-( وليس تشويه سمعة من دعا بالتوفيق والسداد بموقف عابر ! )
ويقول ﷺ : من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه اللهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حتَّى يخرُجَ ممَّا قال .
ويقول ﷺ : إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَنافَسُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا.
اللهم خلقنا بأخلاق القرآن واجعلنا هداة مهتدين
لا ضالين ولا مضلين ولا مبدلين
أحمد بن عبدالعزيز النفيس
٢٦ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ
١٧ نوفمبر ٢٠٢٥ م