🧵 دولة المستوطنين في الضفة الغربية.. التمدد الخفي ومنظمات السيطرة على الأرض
منذ عام 1967، تحولت الضفة الغربية المحتلة إلى ما يشبه دولة المستوطنين, كيان موازٍ للدولة الإسرائيلية الرسمية، يملك مؤسساته ومنظماته وأذرعه الأمنية والاقتصادية، ويعمل بمنطق الاستقلال شبه الكامل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فبينما يُفترض أن الضفة أرض واقعة تحت الاحتلال العسكري المؤقت وفق القانون الدولي، إلا أن الوقائع الميدانية تُظهر أنها أصبحت مركز المشروع الصهيوني المعاصر، حيث تتعايش "إسرائيل الرسمية" و"إسرائيل المستوطنة" ضمن علاقة تبادلية, الأولى توفر الحماية، والثانية تفرض واقع السيطرة على الأرض.
الجذور التاريخية للاستيطان مقسمة على خمسة مراحل ، من الأسطورة إلى مشروع السيطرة :
1. ما قبل 1967: البذور الأولى
بدأ المشروع الاستيطاني في فلسطين قبل قيام إسرائيل عام 1948، عندما شرعت الحركة الصهيونية العالمية بشراء الأراضي وتأسيس الكيبوتسات والمزارع الجماعية في عهد الانتداب البريطاني. لكن جوهر الفكرة لم يكن "السكن" بل "التمكين" ؛ إذ رأت الصهيونية أن الأرض لا تصبح يهودية إلا عندما يُزرع فيها مستوطن يهودي يحرسها بالسلاح.
خلال عقدي الأربعينات والخمسينات، شكلت المنظمات الصهيونية، مثل "الوكالة اليهودية" و" الصندوق القومي اليهودي" نواة الفكر الاستيطاني، الذي انتقل لاحقاً إلى الضفة الغربية بعد احتلالها عام 1967. كان الهدف منذ البداية خلق وجود يهودي دائم في كل المناطق ذات الأهمية الدينية أو الجغرافية، بما يقطع الطريق على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقبلية متواصلة جغرافياً.