حوار لمؤسس الدولة السعودية
الملك عبد العزيز آل سعود مع مجلة “لايف” الأمريكية، في 31 مايو 1943
كان السؤال :
- هل يؤيد الملك عبد العزيز ال سعود حق اليهود في فلسطين؟
وما رأي جلالتكم في مسألة فلسطين؟
- الملك عبد العزيز:
أولاً، أنا لا أعرف أي شيء يبرّر المطالب اليهودية في فلسطين، فقبل ظهور النبي محمد بقرون، كانت فلسطين تحت حكم اليهود، ولكن الرومان غلبوهم، وقتلوا بعضهم، وشرّدوا الباقين، ولم يبقَ أي أثر لحكمهم، ثم استولى العرب على فلسطين من الرومان قبل أكثر من ألف وثلاثمئة عام، ومنذ ذلك الوقت وهي في حوزة المسلمين، وهذا يدلّ على أن اليهود لا حقّ لهم في ادعائهم، لأن كل بلاد العالم شهدت تعاقب شعوب مختلفة عليها، فاستقرت تلك الشعوب وصارت تلك البلاد أوطانًا لها بلا منازع، ولو اتبعنا النظرية اليهودية، لكان لزامًا على شعوب كثيرة في العالم أن تُغادر الأراضي التي استوطنتها.
ثانيًا، أنا لا أخشى اليهود، ولا احتمال أن تكون لهم دولة أو قوة، سواء في بلاد العرب أو في غيرها، وهذا يتفق مع ما أوحى الله به إلينا على لسان نبيه في كتابه الكريم، ولذلك أرى أنّ مطالب اليهود بهذه الأرض باطلة؛ لأنها أولاً تتضمّن ظلمًا للعرب والمسلمين عامة، وثانيًا لأنها تثير الشقاق والاضطرابات بين المسلمين وبين أصدقائهم الحلفاء، ولا أجد في ذلك أي خير.
وفوق ذلك، إذا كان اليهود يبحثون عن مكان يعيشون فيه، فإن أوروبا وأميركا، وكذلك بلدان أخرى، أوسع وأخصب من فلسطين، وهي أصلح لمصلحتهم ورفاههم.
هذا هو العدل، ولا حاجة لإقحام المسلمين والحلفاء في مشكلة لا خير فيها.