هكذا يُظهِر الأزواج جوهر محبتهم… فالحب لا يُقاس بزينة المناسبات، بل بثبات القلوب حين تشتدّ المحن. في لحظات التعب والضعف، يكشف كلٌّ منهما جمال الآخر. فالمحبّة التي تصمد في العسر، هي التي تستحق أن تُحتفَل في اليسر…
تعاني زوجته من فشل كُلوي مزمن، ويأخذها إلى المستشفى ثلاث مرات أسبوعيا، كل جلسة تستغرق ثلاث ساعات تقريبا. لا أدري هل أحدثكم عن الصبر، أم عن الوفاء، أم عن الرجولة التي لا تنكشف إلا في وقت الشدة؟ لم يهملها ورأى مرضها مسؤولية لا عبئا، ومنحة لا محنة، ورحمة لا مشقة. أنا على يقين بأن بلدنا العزيز يزخر بعشرات الآلاف من هؤلاء الأبطال، ولو كانت لي سلطة لقلدتهم أرقى الأوسمة في الأمانة والوفاء؛ لأن المستشفى هو المكان التي يُختبر فيه الحب والمعدن الأصيل للرجولة!