ثم يقول سبحانه: { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } [العنكبوت: 22] حتى لا يقول قائل: إنْ كانوا هم غير معجزين، فقد يكون وراءهم مَنْ يُعجز الله، أو وراءهم مَنْ يشفع لهم، أو يدافع عنهم، فنفى هذه أيضاً لأنه سبحانه لا يُعجزه أحد، ولا يُعجزه شيء. لذلك خاطبهم بقوله:{ مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } [الصافات: 25] أين الفتوات الأقوياء ينصرونكم؟ فنفى عنهم الولي، ونفى عنهم النصير لأن هناك فَرْقاً بينهما: الوليّ هو الذي يقرب منك بمودة وحُبٍّ، وهذا يستطيع أنْ ينصرك لكن بالحُسْنى وبالسياسة، ويشفع لك إن احتجتَ إلى شفاعته، أمّا النصير فهو الذي ينصرك بالقوة و الفتونة. وهكذا نفى عنهم القدرة على الإعجاز، ونفى عنهم الولي والنصير،