من أجمل صفات المؤمنين استعمال الأدب مع الله تعالى حتى في ألفاظهم..!
- فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله: {فأردت أن أعيبها}، وأما الخير فأضافه إلى الله بقوله: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك}..
- وقال إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضت فهو يشفين}، فنسب المرض إليه، والشفاء إلى الله.
- وقالت الجن: {وأنا لا ندري أشر أُرِيدَ بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}، مع أن الكل بقضاء الله وقدره.
- وانظر إلى الأدب في الطلب من نبي الله موسى عليه السلام مخاطباً ربه بكل أدب: {ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، مفتقر إلى ما تسوقه إلي من أي خير، وكان قد اشتد به الجوع، فلم يقل أطعمني، ولم يذكر حاجته إلى من يعلمها تأدباً.
- وما أروع أدب أيوب عليه السلام في الطلب، إذ رفع حاله إلى العليم ولم يصرح بمطلوبه: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، لم يطلب الشفاء ولا المعافاة، فقد رفع إلى جنابه المسألة، وأثنى عليه بصفة الرحمة.