حتى تعرفون واقع الجهل السياسي الذي يحيق في المنطقة منذ قرون وعقود , في عام 1908 م بعد ان أجبرت جمعية تركيا الفتاة .. السلطان عبدالحميد الثاني على تعديل الدستور العثمانلي لمزيد من الحقوق المدنية والحريات .. سمح لليهود ولأول مرة في التجمع بالقدس الشرقية دون تمييز وكانوا قبلها يأتونها زيارات فردية بعد ان سمح لهم سليمان القانوني بالصلاة في حائط البراق .. طالب مفتي القدس المعين من الدولة العثمانية محمد ظاهر الحسيني وكان في الستينيات من عمره بمظاهرات تنديداً بهذا الدستور وهذا القرار فخرجت مظاهرات في القدس وفي دمشق وفي حلب وفي بغداد وفي القاهرة دعماً للمفتي طاهر الحسيني والد كل من كامل وأمين الذين تولوا منصب المفتي المقدسي من بعده .. وبعدها بشهرين توفي في أكتوبر 1908 م وعند اندلاعة الثورة العربية الكبرى دعم كامل الحسيني عام 1916 م في الحرب العالمية الأولى مطالبات شريف مكة بمحاربة الدولة العثمانية التي تبنت الطورانية وانتهجت التتريك ومحت مظاهر الإسلام وحاربت القومية العرقية للعرب واعلن دعمه للثورة ضد الدولة العثمانية مع شريف مكة حسين بن علي العبدلي وفي وقت كان شقيقه الاصغر أمين جندي في صفوف الدولة العثمانية فث جبهة البلقان والذي عارض دخول اقطاب الاتحاد والترقي انور وجمال الحرب العالمية الاولى وكتب ذلك في مقال لصحيفة فلسطين الذي تصدر من يافا العثمانية عام 1914 م هاجم فيها رموز الدولة العثمانية العميقة وتنبأ بنهاية دولتهم أمين نفسه الذي اصبح جندي وقاتل معهم في البلقان ثم اصبح مفتي القدس بعد وفاة شقيقة كامل عام 1921 م وقاد مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين منذ تلك الفترة حتى انسحاب بريطانيا عام 1946 م اي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بسنة وهو من رفض قرار التقسيم الأممي الذي يعطي وبموجب القانون الدولي 70% من فلسطين 🇵🇸 له و30% تصبح إسرائيل الذي وافق على هذا القرار رئيس المنظمة اليهودية حاييم وايزمان وهو اول رئيس لإسرائيل وهو من قال لديفيد بن جوريون وافقنا في نوفمبر عام 1947 م على قرار التقسيم الأممي فدولة احسن من لا دولة ولعل عدونا يقصد الحسيني يرفض ويستقيم لنا الأمر وحدث ذلك .. تصور كل هذه التخبطات والتناقضات مع عدم قراءة الواقع وسوء اختيار للتحالفات كل ذلك والشعوب في المنطقة في مجملها كانت تؤيد وتدعم وبشكل شبه أعمى لهذه التخبطات والتناقضات في جهل سياسي واضح هذا من التاريخ المعاصر والذي اصبح واقع سياسي اليوم وقيس عليه واقع ومستقبل هذه الشعوب التي لا تعرف أبجديات علم السياسة بمثقفيها وعوامها , والله المستعان •