يا فهد
في رثاء ابن العم الفقيد فهد بن إبراهيم
الذي وافته المنية يوم الخميس 15 / 5 / 1447هـ بعد وافاة والدته بيومين، تغمدهما الله بواسع رحمته وأسكنهما فسيح جناته
يا فَهْدُ، تَبْكِيكَ أجفَانٌ وَأركانُ
كَانَتْ تُسَرُّ بِرُؤْيَاكُمْ وَتَزْدَانُ
كَانَتْ تَحُلُّ بِهَا مِنْ رُوحِكُمْ دَعَةٌ
وَنَفْحَةٌ نَشْرُهَا رَوْحٌ وريحانُ
كَمْ كُنْتَ تَمْنَحُهَا لُطْفًا،
تُظَلِّلُهَا دِفْئًا،
فَيُشْرِقُ إِجْلَالٌ وَإِيمَانُ
وكنتَ تَحْمِلُ قَلْبَ الآخَرِينَ، فَمَا
فَتَّشْتُ قَلْبَكَ إِلَّا ثَمَّ خِلَّانُ
تَقَاسَمَ القلبَ أَهْلُوكُمْ وَرِفْقَتُكُمْ
وَصُحْبَةُ الخيرِ، طُلَّابٌ وَجِيرَانُ
وَحينَ وَدَّعْتَ جَاءُوا نَابِضِينَ بِكُمْ
الوَجْهُ مُنْذَهِلٌ، وَالدَّمْعُ هَتَّانُ
جاورتَ قَبْرَ التي طَابَتْ سَرِيرَتُهَا
وَمَا لَهَا فِي عُرُوقِ القلبِ أَضغَانُ
فاهَنَأْ بِأُمِّكَ مَيْتًا، كَمْ بَرَرْتَ بِهَا
حَيًّا، فَشَأْنُكَ في الدارينِ إِحسانُ
…
يَا فَهْدُ، صَوْتُكَ يَسْرِي فِي أَضَالِعِنَا
فَحَيْثُ تَتْلُو، فتَحْبِيرٌ وَتِبْيَانُ
الفَجْرُ تَصْدَحُ، بعدَ العَصْرِ تُقْرِئُهُ،
وَفِي العِشَاءَيْنِ إِسْرَاءٌ وَلُقْمَانُ
كَمْ كُنْتَ تَحيا معَ الذِّكرِ الحكيمِ، فَمَا
أرخيتُ سمعيَ إِلَّا ثَمَّ فُرْقَانُ
سَبَقْتَنَا طَاهِرًا حَتَّى نُحَدِّثَهُمْ
أَنَّ المَمَاتَ حَيَاةٌ للأُلى كَانُوا!
عَزَاؤُنَا أَنَّهُ عَاشَ الحَيَاةَ شَذًى،
وَأَنَّ رِحْلَتَهُ فِي العُمْرِ قُرْآنُ